بحثت عنه في ميادين العشق والجنون !!
لم أجد سوى أرواحاً تآلفت .. فهاجت لها قواعد النحو والأصول
وأصبح المثنى فرداً !!
لا أدري أشخص من يخاطبني ؟!
أم اثنين تفتت من حولهما الجسور !!
فعلمت أن لا مجال لوجوده .. حين رأيت ليلى وقيسها
أو عنترٍ على فرسه يجول !!
فظللت أبحث عنه ..
حتى توقفت عند مفترق ٍ ضاع عنده كل لوح ٍ مكتوب !!
تسائلت أي الطريقين سأجد فيه ضالتي المنشود ؟!
سلكت أولهما .. فإذا بهواءٍ عطرٍ وزهرٍ منثور
ووجدت أطفالآ يحلقون في السماء .. تراهم كملائكة النور
قالوا هذا ميادين الحب والهوى !!
تبسمت قليلآ .. قالوا انتظري !! إن وجهكِ لنا مألوف
نزلت دمعة من عيني .. وفرت كفرار الخائفِ الملهوف
جئت أبحث عن قلبي !!
ولكني سأرجع لمفترق ٍ عهدته .. فلقد عهدت الدمع والهموم
مضيت والحزن يلفحني .. والهم يعصف بي
لا أدري أطريق هذا ؟! أم صحراء ما لها حدود ؟!
وإذا بي بدأت في السقوط !!
يا ربي ألهمني الصواب .. وساعدني على إيجاد المفقود
وجدت منحدرآ .. مررت به
إذ عانقتني حينها موجة سقيع ٍ وبرد ٍ تهيج كالمجنون
تلثمت بردائي !! لابد لي أن أجده
كيف لي أن أحيا بلا قلب ٍ مكنون ؟!
لامستني أياد ٍ تستنجد بي !! أخرجينا من هذا الدرك المنصوب
خطوت للأمام .. فتعثرت بصخرة ٍ
يا لها من ماكرة ٍ !! إذ ظهرت أمامي كالقدر المحتوم
مر بي رجل ٌ يبدو على لحيته الشيب
وعصاه تؤكد ما بدا لي من طول عمره المقدور ..
أخذ يتصفح تضاريس وجهي .. ما أتى بكي إلى هنا ؟!
أي مركب ٍ سار بكي إلى هذا الطريق المشؤوم ؟!
هي قدمي يا سيدي .. عليها العتبى وعليها ألوم !!
لكن ما ضاع مني أغلى من أعز موجود ..
أبحث عن قلبي .. لن أجده بين دنيا اللعب والسرور !!
سارت بي قدمي هنا ..
لعلى أجده وسط ميادينكم ملقى صريعآ يحلم بالرجوع
بُنيتي .. لم أعهد له منزلآ هنا !!
فابحثي عنه بداخلك ِ ربما ضاع وسط التجهم والهموم
نعم .. سأفتش عنه في كل مخبأ ٍ .. أكان جحرآ أو وكور !!
فقد تاه قلبي ..
لكني على أمل ٍ أن ألتقيه يومآ ما على أغصان شجرتي حرآ مسرور ..
انتهى ...
"بقلمي"