الجمعة، 2 مارس 2018

Unknown

ورقاتي الأخيرة


هذه مذكراتي عنك .. لن أخبئها بين أوراقي ..
بل أعلنها لك .. لعلها تهمس بما لم أستطع قوله بين يديك .. لعلها تكون آخر كلماتي لك ..

- عنوان الكتاب :
هو بلا عنوان .. لم تخط صفحاته بعد ..
لكن ألصقت بمقدمته ورقة لمن سيمتلك قلبي يومآ ..
لم أكن أعلم أنها تتحدث عنك وتنطق باسمك ..
موضوعها "أشتاقك" قبل أن أراك .. قبل أن أعلم بوجودك ..
التاريخ " 2007-3-12 "
كنت أنتظرك حقآ ....................................


- الصفحة الأولى :
رسالة منك .. تلتها أخريات مني وأخريات منك .. وانسدلت كخيط بكرة فرً من تكبيلها ومضى يجري في طريقه فرحآ بحريته .. ثم مرت بضع نسمات قرًبت أجزائه سويآ إلى أن اجتمع طرفه الأول بالأخير .. إلى أن التقينا ..

- الصفحة الثانية :
ما زلت أتردد هناك .. أشاهد خطانا .. أذهب مسرعة إليها .. أريد أن أتلمس موضع أقدامنا وكأنني أسير معك من جديد ..
ثم أفيق من هذياني وألتفت بجواري ولا أجدك ..
هنا جلسنا سويآ .. أرى ابتسامتك .. أسمع كلماتك ..
تذكر بائعة الورد ؟! تذكر صورة التقطتها لي ؟!
تذكر شوق أعيننا ؟! تذكر فرحة قلوبنا باللقاء ؟!

- الصفحة الثالثة :
كم أحببتك ! كم عشقت صمتك، كان يحدثني وبابتسامةٍ أجيب ..
كنت أحاول الاستيقاظ قبلك .. فقط لأكتبها لك "صباح الخير يا حبيبي"
علمت أنك تحب ضحكتي .. فأخفيتها عن مسامع الناس لأحتفظ بها لك أنت ..
اشتهيت الحياة لأني كنت أعيشها لك ..

- الصفحة الرابعة :
اتهمتني بحبي لك .. وأقررت
اتهمتني بخطأي أني أذنبت بحقك أني تغيرت .. وصمتت
ابتعدت عني .. وصبرت

- الصفحة الخامسة :
لا أدري لم أعشق الثورة !
هل لأنها سببآ في اجتماعنا سويآ ؟! أم لأنها أطلقت سراح حريتنا ولجام ألسنتنا ؟!
لربما أحببتها للسبب الثاني
لكن مؤكد أني أعشقها لسببي الأول ..

- الصفحة السادسة :
على شاطئ البحر سرنا .. وعلى صخوره جلسنا .. ومن قصائده ارتوينا ..
هناك تذوقنا السعادة قبل أن تقربُنا ! ولمسنا السماء قبل أن نصعد إليها !
فيا بحر شهد مطلعنا ومغربنا .. شهد شكوانا وضحكتنا !
هل كنا عاشقين ؟! هل سطرت لنا أحرفآ بين أمواجك تحكي حكايتنا ؟!
يا بحر كيف أثقل على كاهليك همومي وأُتلوا على مسامعك أشعاري .. ولم يتسع هذيانك لفرحتي حين كنت معه .. ولم يتسع عمقك لحزني حين ابتعد ..

- الصفحة السابعة :
قلت لك أحتاجك لا تتركني .. لم تجب
وانتظرتك .. لم تأتِ
صعبة تلك الأيام .. أردتك بجواري بشدة وابتعدت بقدر هذه الشدة ..
لا أدري كيف نما بداخلي الخوف، الحزن، الحيرة وتفلتت من قبضتي تأخذ طريقها زحامآ وسط أحاديثي .. بين نبرات صوتي .. في لحظات صمتي ..
شعر بها كل من حولي .. فاضت بكثرةٍ إليك .. ولم تفعل شيئ !
عذرآ سيدي !! بل فعلت .. بل نطق لسانك بكلمات أقسى من اللاشيئ ..

- الصفحة الثامنة :
أرداني ألمي ويأسي أن أسألك ماذا أكون لك ؟!
وكان لصمتك ضربة الخنجر القاضية ..

- الصفحة التاسعة :
أخبرني ماذا يحدث عندما تختنق البالون بالهواء ؟!
شعرت يومها أنني وحدي وإن كنت بجواري .. أنني وحدي وإن كنت تحدثني ..
فقط أنا وحدي في عالمي ولا أحد سواي ..
وفي محاولة بائسة لتكذيب صرخاتي .. اقتربت منك .. فابتعدت ..
كانت هذه الشوكة التي قتلت البالون ..
لم تلتفت حينها لي .. بكت عيناي على مقربة من بصرك .. وعلى غضب منك تركتني وذهبت ..

- الصفحة العاشرة :
قاسية تلك كلماتك سيدي .. بل ظالمة !
فأنا لم أكن لأصرخ بوجهك "أرجوك اشعر بي .. فأنا أتألم"
أو أرتمي بين يديك جاهشةً بالبكاء .. أو يرتفع صوتي يجادلك لماذا ؟ وكيف ؟
فدمعي وصمتي أقرب إليً من كلماتي ..

- الصفحة الحادية عشر :
منذ أن فارقتَني .. فارقتْني الحياة
كرهت كل شيئ .. فأنا بدونك لا شيئ

- الصفحة الثانية عشر :
أفتقدك كثيرآ .. بل هذا الكثير قليلآ
فأنا أفتقدك مع كل نفس أستنشقه .. أريد أن أشاطره معك لنزفره سويآ .. وعندما لا أجدك أبكي وأبكي فأغضب منك .. ثم أصنع منك طيفآ يشبهك، يمسح أدمعي، يخبرني أنه بجواري لن يذهب بعيدآ .. فأهدئ قليلآ ..
ثم أراك بأحلامي فأفرح كثيرآ ..

- الصفحة الثالثة عشر :
جميلُ هو حبي إليك .. فرغم الفراق وبعد الأمل .. لم أتوقف عن الحديث إليك ..
"ستقولون عني بلهاء، أو أن فعلي ضربآ من الغباء ..
عذرآ !! سبق لساني ألسنتكم .. فمن يعلم براءة حبي وطفولته سيسوق لي آلاف الأعذار" ..
أحدثك أني ذهبت هناك واشتريت تلك وفرحت بهذا وكأنك معي ..
وعندما يجيئ الليل أبكي إليك .. ويزداد هتافي حدة لم ابتعدت !
أشتاقك كل يوم .. ويطعنني صمتك كل يوم ..

- الصفحة الرابعة عشر :
قادتني قدمي إليك ..
كنت أظن أن حبك واشتياقك لي سيطيح بكل ما مضى ويضمني بين ذراعيك ..
كنت أظن أن الحب يكفي والوفاء يكفي والإخلاص يكفي ..
كنت أظن أنك ستحتفظ بامرأة تعشقك بجنون ..
أعلنَت حبها لك كثيرآ وخذلتها هذا الكثير ..
تحمَلت قسوتك كثيرآ ولم تتحمل منها القليل ..
تركَت كل شيئ لتبقى لك أنت .. وتركتها أنت ..
صنعَت كل شيئ لكي تكون لك .. وابتكرْت الأشياء لتبعدها عنك ..

- الصفحة الخامسة عشر :
لعينك يومها ملامحٌ خاصة .. وجدت فيهما الكثير وليتني لم أجد ..
ليتني وجدت بهما امرأة أخرى .. ليتهم يجيدان الخفاء كما يجيده حديثك ..

- الصفحة السادسة عشر :
ماذا سأخبر قلبي الآن ؟!
أنك رحلت عن عالمه بلا أسف !
أن حبك له حبٌ بلا صوت .. حبٌ بلا هواء !
أنك تلونت أطراف الحديث، تخبره "ابتعد" وبداخلك مئات العبرات تقول "اقترب" !
أخبره أنك تعهدت "اللا فرق" وبعينك ألف فرق !

- الصفحة السابعة عشر :
لم كل هذا العناء تجنيه على قلوبنا ؟!
أما كان يكفي أن تبتسم لي .. فأنسى كل شيئ ؟!
أما كان يكفي شوقي إليك ؟! حديثي إليك كل مساء "أحبك" ؟!
أما كان يكفيك تمسٌكي بك كل هذا الحد .. وكأن روحي خُلقت لأجلك ؟!
أما كان يكفيك قدومي إليك .. وتعلقي بأحبال عالمك ؟!
ماذا كان يكفي لتعلم أني لم أتمنى شيئ كما تمنيتك !! ماذا كان يكفي !!

- الصفحة الثامنة عشر :
أعلم أنك لن تبالي بهذا الحديث .. كعدم التفاتك لكلماتٍ وعبراتٍ ومشاعر قٌدمت إليك على طبقٍ لم يُطلى بالذهب ولم يُصنع من ياقوت أو مرجان ..
بل كان قلبي .. وهو أثمن من كل شيئ ..

- الصفحة الأخيرة :
كم من الدمع تساقط الآن وأنا أكتب لك .. وأنا أعلم أني لربما لم ألتقيك يومآ ..
وأنا لا أعلم كيف سأستنشق الصباح وأنام على وسادتي ليلآ ولن أذكرك بداخلي وأقبلك قبلة وهمية وأحدثك قائلة "تصبح على خير يا قلبي"
وأنا لا أعلم كيف سأمحو أحرفك من قلبي .. وأنا لا أعلم كيف هو الطريق لنسيانك .. وأي نسيان هذا وأنا لم أعهد شيئ بعالمي سوى اشتياقك ..

- الورقة بعد الأخيرة :
هذه كلماتي إليها !
اعتني به جيدآ .. اذكريه في كلماتك ومطلع أنشودتك ..
أنيري له شمعة في العشاء .. ورددي على مسامعه "أحبك" وعند المساء قدمي له زهرة وضعيها على وسادته ..
اجعليه طفلك المدلل .. اجعليه دنياك وآخرتك ..
أحبيه كما أحببته .. فوالله ما أحببت من خلق الله بشرآ مثلما أحببته ..


" بقلمي "

Unknown

Unknown -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته Dr/ Asmaa kamal صاحبة المدونة أتمنى ان المواضيع تفيدكم وتنول إعجابكم ولو حد عنده أي استفسار أو سؤال بس يتواصل معايا عن طريق جروب الفيس ومتنسوش تعملوا like و share و subscibe للقناة وأتمنالكم كل الخير والتوفيق