الخميس، 29 يوليو 2010

Unknown

النور مكانه في القلوب


شاءت الأقدار أن ما ملكت من أحلام ، هي مجرد أضغاث أحلام .. لا مجال للواقع لتحقيقها ، ولا مجال للأيام أن تروي منها ظمأها ، وتعطشها الشديد لبسمة الأمل وبريق الحياة ..
حيث لم تلبث أن ذبلت قبل تفتحها ، وانطفأت قبل توهجها ، وسكنت قبل تحليقها .. فتمنت مفارقة الحياة وزوالها ، قبل أن تنعم بها وترى بهجتها وتوردها ..

أتعرفون ماذا حدث حينها ؟!
رأت نور الصباح ، ونسيم الأزهار ، وبسمة الحياة .. رأته أمامها بكامل الوضوح والدقة ، فتشبثت به قدر المستطاع .. وبحثت عن كل ضوء أمل خبأته الأقدار .. وأصبحت تجري وتلهث .. تريد الوصول إلى البر .. تريد اختراق الجدران وتجاوز السدود ..
فما كادت تصل حتى رأته ماء الظمآن في الصحراء المقحلة !!
نعم .. لقد رأته سراب !! ورأت الظلام يحيط بها ثانية ، متغلغلأ أعماقها ، سرى في وجدانها وكيانها ..

توقفت تسأل نفسها !!
ما الذي أصابها ؟! وأين النور الذي رأته ؟! وأين الشمس التي نالت جزءآ منها ؟! وأين الحياة ؟!
أكان كل ذلك سرابآ ؟! أكان وهمآ ؟! أم كان حقيقة مزيفة ؟!
رأت نفسها تائهة .. حائرة .. لا تدري ، أتكمل مسيرتها التي لطالما حلمت بها وخطت كل المسافات لتصل لها ؟!
ولكنها الآن .. لا ترى شيئآ !! لا ترى سوى ما اعتادت عليه سابقآ ..
أم تعود أدراجها ثانية خائبة متحسرة ؟!

أتدرون ماذا فعلت ؟!
لقد قررت التراجع !! نعم .. قررت الابتعاد والابتعاد !!
تسأل نفسها كيف انخدعت بهذا الضوء ؟! كيف لم تره على حقيقته التي كانت ظلامآ ؟!
وكيف لم تر أن منفذ ظلمتها ، كان مجرد بابآ لظلمة أخرى ؟!
ما زالت تسير ، وكل هذه التساؤلات تتبادر لذهنها .. وكل جواب رأته مناسبآ وشافيآ !! كان لمجرد إرضائها ظاهريآ .. كانت مجرد تعليلات لتسد هذا الشعور بالضعف وفقدان الأمل ..

ولكن ما بال وجدانها ؟!
كان ما زال تائهآ ، حائرآ ، لم يجد لنفسه الإجابات الشافية والعبارات المقنعة .. ظل يبحث طويلآ طويلآ .. لكن بلا جدوى ، ولا طائلآ يعود !! ووجد أن هناك بعض الأسئلة التي لا يوجد لها تفسيرات لديه !!
فتوقف عن العبث ، وقرر أن تبدأ فتاته حياة جديدة ثانية .. حياة مليئة بالأمل والإشراق .. حياة خالية من أي نور مزيف .. حياة تملئها فقط ابتسامته وحبه لها ، وابتسامات المحبين له .. حياة تضيع معها كل لحظة يأس ، وقلة عزيمة .. حياة صاحبتها إشراقة جديدة .. إشراقة لم يرها فقط !! بل انبعثت من داخله وأطلت خارجآ لتحيط به ، ويشعر بها حوله تقويه وتحفزه للأمام ..

تبسمت الفتاة .. ونظرت أمامها كثيرآ !! لعلها لن تر هذا المشهد ثانية !!
وخطت أولى خطواتها للخلف .. الذي التفتت له وضمته بيديها ، ضمة الأم الحنون لابنها المفقود !!
سرت ببطء .. ببطء .. ثم أسرعت وأسرعت الخطا .. ترى أمامها مستقبلآ باهرآ ..
لم تنظر ورائها ، بل ظلت تسرع وتسرع .. إلى أن توقفت !!
أتدرون لم توقفت ؟!
لأنها لم تر مخرجآ !! بل رأت انعكاس نورها على جدران الظلمات !!
نعم .. رأت ضيائها وقد ملأ طريقها ، وحوله إلى مكان مضئ ، مكان لا ترى الغش والخداع ..

تعجبت كيف لهذا أن يحدث !! وكيف لم تره وتشعر به من قبل !!
تبسمت ثانية ، وبعينين براقتين .. عينين ملئى بالأمل والبهجة .. وتفوهت بكلمات الشكر والحمد للذي أهداها هذا الطريق .. للذي أعطاها فرصة ثانية للحياة ، فرصة تحقق فيها أهدافها ، وما تمنته في ظلمتها ..
ما زالت تسرع الخطا نحو هدفها !! ما زالت تسرع الخطا لتتمسك بالحياة !! ما زالت تسرع الخطا لتعوض كل لحظة يأس مرت بها ..

توقفت للحظات !! وتسائلت !!
كيف أميز بين النور الحقيقي ونور الضلال ؟! بين نور الشمس ونور القمر ؟!
لعلها تساؤلات أيضآ ليس لها إجابة !! أو لعل إجاباتها مريرة ، يصعب على النفس تصديقها ، أو مجرد تخيل وقوعها ..
تحاول أن تفهم ما أخطأت فيه ، وما حدث لها في ظلمات التيه .. لتتعلم من هذه الأحداث ، ولكنها لم تستطع فهم الكثير !! ولو حاولت فهم القليل لكانت متخبطة !!
لو ظلت تنظر إلى الأشياء بعيني الجمال ، أو تتخذ قرارآ بالنظر لها بعيني القبح ، لن تنجو !! فكلا النقيضين ذميم ..
فما كان من أنسب الحلول ، أن تخوض التجربة حلوها ومرها .. متوقعة السعادة والألم .. ترى في السعادة حلمها ، وفي الألم خطوة أخرى لتحقيق الحلم ..

أرى أني ختمت هذه القصة بشئ من الأمل ، والبريق .. وأرى أني ختمتها أيضآ بشئ من فقدان الحيلة ، وضعف الفهم ..
لكني أراها بداية لحياة جديدة ..
تتناسى ما مر بها من أحداث وهفوات ولكن ما زالت في أعماقها ..
تسترجع ذكرياتها بين الحين والحين ، ولكن تأخذ منها بريق الأمل والحياة ..
تبتسم للحياة .. فدائمآ ما يوجد الأمل ..
تبتسم للحياة .. فدائمآ من يُوجـِد الأمل ..


انتهى ...
"بقلمي "

Unknown

Unknown -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته Dr/ Asmaa kamal صاحبة المدونة أتمنى ان المواضيع تفيدكم وتنول إعجابكم ولو حد عنده أي استفسار أو سؤال بس يتواصل معايا عن طريق جروب الفيس ومتنسوش تعملوا like و share و subscibe للقناة وأتمنالكم كل الخير والتوفيق