
لماذا الشِعْرُ يا مطرُ ؟!!
أتسألني
لماذا يَبزغ القمرُ؟
لماذا يَهطلُ المطرُ؟
لماذا العطرُ ينتشرُ؟
أتسألُني : لماذا ينزِلُ القدرُ؟!
أنا نَبْتُ الطبيعة ، طائِرٌ حُرٌ ..
*ربما فكرت في كتابه شعر مختلف عن أسلوبك المشهود لدى كتاباتك ..
فكرت بأن أكتب شعراً ..
لا يهدر وقت الرقباء ،
لا يتعب قلب الخلفاء ،
لا تخشى من أن تنشره ، كل وكالات الأنباء ..
ويكون بلا أدنى خوف ، في حوزة كل القراء ..
هيأت لذلك أقلامي ،
ووضعت الأوراق أمامي ،
وحشدت جميع الآراء ..
ثم .. بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة إمضائي
وتركت الصفحة بيضاء !!
راجعت النص بإمعان ، فبدت لي عدة أخطاء !!
قمت بحك بياض الصفحة ..
*إذآ فأخبرنا .. كيف تعيد لنا القدس بشعرك ؟!
يا قدس يا سيدتي ، معذرة فليس لي يدان !!
وليس لي أسلحة ، وليس لي ميدان !!
كل الذي أملكه لسان !!
والنطق يا سيدتي أسعاره باهضة ، والموت بالمجان ..
سيدتي أحرجتني ، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ..
أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ..
جاءت إليك لجنة ، تبيض لجنتين ..
تفقسان بعد جولتين عن ثمان ..
وبالرفاء والبنين تكثر اللجان !!
ويسحق الصبر على أعصابه ، ويرتدي قميصه عثمان !!
سيدتي، حي على اللجان .. حي على اللجان ..
*لا نرى منك سوى الكلام .. تماما كحكامك الذين تهجوهم، كلاكما لن يعيد لنا القدس ..
يا قدسُ معذرةً ، ومثلي ليسَ يعتذر ..ُ
ما لي يدٌ فيما جرى ، فالأمرُ ما أمروا ..
وأنا ضعيفٌ ليسَ لي أثرُ ، عارٌ عليَّ السمعُ والبَصَرُ !!
وأنا بسيفِ الحرفِ أنتحرُ ، وأنا اللهيبُ .. وقادَني المطرُ !!
فمتى سأستعرُ؟!
هُزِّي إليك بجذع مُؤتمرٍ .. يسّاقط حَولَكِ الهَذَرُ ..
عاشَ اللهيبُ .. ويسقطُ المطرُ !!
*نسمع أناسآ كثيرون يهتفون باسم (صلاح الدين ) ويأملون عودته يومآ .. فماذا تقول فيهم ؟!
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة ..
طلاؤها حصافة ، وقعرها رعونة ..
صفق إبليس لها مندهشا ، وباعكم فنونه ..
وقال: "إني راحل ، ما عاد لي دور هنا !! دوري أنا أنتم ستلعبونه "
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية ، تعدلها من تحتكم ليونة ..
فكلما نام العدو بينكم ، رحتم تقرعونه ..
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه !!
وغاية الخشونة ، أن تندبوا: "قم يا صلاح الدين .. قم"
حتى اشتكى مرقده ، من حوله العفونة !!
كم مرة في العام توقظونه ، كم مرة على جدار الجبن تجلدونه !!
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ؟!
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ..
لأنه لو قام حقآ بينكم فسوف تقتلونه !!
*هل كرامه العرب متحققه في زماننا هذا ؟!
في مقلب الإمامة ،
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،
تجمعت من حولها النسور والتباب ،
وفوقها علامة ،
تقول هذي جثة ، كانت تسمى سابقا كرامة !!
*ماذا تقول عن أمه أصابها الوهن والضعف ، وأصبحت أسيره لدى أعدائها ؟!
فصيحنا ببغاء ..
قوينا مومياء ..
ذكينا يشمت فيه الغباء ..
ووضعنا يضحك منه البكاء ..
تسممت أنفاسنا ، حتى نسينا الهواء ..
وامتزج الخزي بنا ، حتى كرهنا الحياء ..
يا أرضنا !! يا مهبط الأنبياء ..
قد كان يكفي واحد ، لو لم نكن أغبياء !!
يا أرضنا !! ضاع رجاء الرجاء فينا ومات الإباء ..
يا أرضنا !! لا تطلبي من ذلنا كبرياء ..
قومي احبلي ثانية ،
واكشفي عن رجل لهؤلاء النساء !!
*فهل لنا حقآ .. أن نتشبه بالخراف ؟!
نزعم أننا بشر ، لكننا خراف !!
ليس تماماً.. إنما في ظاهر الأوصاف ..
نُقاد مثلها؟ نعم
نُذعن مثلها؟ نعم
نُذبح مثلها؟ نعم
تلك طبيعة الغنم !!
لكنْ .. يظل بيننا وبينها اختلاف ..
نحن بلا أردِية ..
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف !!
نحن بلا أحذية ..
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف !!
نحن بذلنا نرتاب ..
وهي لقاء ذلها .. تثغو ولا تخاف !!
نحن حتى صمتنا من صوته يخاف ..
وهي قُبيل ذبحها ، تفوز بالأعلاف !!
نحن حتى جوعنا ، يحيا على الكفاف ..
هل نستحق يا ترى ، تسمية الخراف ؟!
*فيما يلي مجاراه بينك ، وبين الشعوب ..
ما عندنا خبز ولا وقود ،
ما عندنا ماء .. ولا سدود ،
ما عندنا لحم .. ولا جلود ،
ما عندنا نقود ..
- كيف تعيشون إذن ؟!
- نعيش في حب الوطن !!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود ؟!
والوطن الباقي الذي يحتله اليهود ؟!
- أين تعيشون إذن ؟!
- نعيش خارج الزمن !!
الزمن الماضي الذي راح ولن يعود ؟!
والزمن الآتي الذي ليس له وجود ؟!
- فيم بقاؤكم إذن ؟!
- بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة ،
وننعش الصمود ..
لكي يظلا شوكة ، في مقلة الحسود !!
*بالمناسبة.. لكثرة ما "يتغزل" إعلامنا بالأصوليين فلا بد أن لك رأيا فيهم، فماذا تقول في الأصوليين ؟!
الأُصُوليّون قومٌ لا يُحبّونَ المحبَّةْ ..
ملئوا الأَوطان بالإرهابِ ، حتّى امتلأَ الإرهابُ رَهبةْ !!
وَيلهُمْ !!
مِنْ أينَ جاءوا ؟!
كيفَ جاءوا ؟!
قَبْلَهُمْ كانت حياةُ الناس رَحْبَةْ ..
قَبْلَهُمْ ما كانَ للحاكمِ أن يَعطِسَ ، إلاّ حينَ يستأذِنُ شَعْبَهُ !!
وإذا داهَمَهُ العَطْسُ بلا إذن ، تَنَحى !!
ورجا الأُمَّةَ أن تَغفرَ ذَنَبهْ !!
لم يَكُنْ مِن قَبلهم رُعْبٌ ، ولا قَهْرٌ ، ولا قَتلٌ ..
ولا كانتْ لدى الأوطان غُربةْ !!
كان طَعْمُ المُرِّ حُلواً ، وهَواءُ الخَنْقِ طَلْقا ، وكؤوسُ السُّمِّ عَذْبَةْ !!
كانتِ الأوضاعُ حَقَاً .. مُسْتَتبَّةْ ..
ثُمَّ جاءوا .. فإذا النَّكْسَةُ !!
تَأتينا على آثار نَكْبَةْ !!
وإذا الإرْهابُ ، يَنْقَّضُّ على انقضاضنا من كُلِّ شُعْبَةْ !!
واحدٌ .. يقرأُ في المسجد خُطْبَةْ !!
واحدٌ .. يَشرَحُ بالقرآن قَلْبَهْ !!
واحدٌ .. يَعْبُدُ رَبَّهْ !!
واحدٌ .. يحْمِلُ "مِسْواكاً" مُريباً !!
واحدٌ .. يَلْبَسُ جُبُّةْ !!
آهِ مِنْهُمْ !! يَستفزّونَ الحُكوماتِ ..
إنْ فَزَّتْ عَلَيْهِمْ جَعلوا الحبَّة قُبَّةْ !!
فإذا ألقتْ بِهِمْ في الحَبسِ ، قالوا أصبحَ الموطِنُ عُلْبَةْ !!
وإذا ما ضَرَبَتْهُمْ مَرَّةً ، رَدّوا على الضَّرب .. بِسُبّةْ !!
وإذا ما شَنَقتهمْ ، واجَهوا الشَّنقَ بِضربَةْ !!
وإذا مَدَّتْ إليهم مِدْفَعاً ، مَدّوا لها في الحالِ .. حَربَةْ !!
وإذا ما حَصَلوا في الانتخابات على أَعظَمِ نِسبَةْ ،
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقاً .. بأنْ يَسْتَلموا الحُكْمَ .. كأنَّ الحكمَ لُعْبَةْ !!
*هل يبرأ الحكام في بلاد العرب من ذنب الشعوب ؟!
ربما الماء يروب ، ربما الزيت يذوب ..
ربما يحمل ماء في ثقوب ، ربما الزاني يتوب ..
ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب ..
ربما يبرأ شيطان ، فيعفو عنه غفار الذنوب ..
إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب !!
*هل هناك حاكم صالح في هذا الزمان ؟!
وصفوا لي حاكما ، لم يقترف منذ زمان، فتنة أو مذبحة !!
لم يكذب .. لم يخن ..
لم يطلق النار على من ذمّه ..
لم ينثر المال على من مدحه ..
لم يضع فوق فم دبابة ..
لم يزدرع تحت ضمير كاسحة !!
لم يجر.. لم يضطرب ..
لم يختبئ من شعبه ، خلف جبال الأسلحة !!
هو شعبيٌّ ، ومأواه بسيط ، مثل مأوى الطبقات الكادحة !!
زرت مأواه البسيط البارحة..
وقرأت الفاتحة !!
"يتبع ...."