الخميس، 10 يونيو 2010

Unknown

أحمد مطر .. حوار مع قصائده (1)



أحمد مطر .. حوار مع قصائده*قبلَ أن نبدأ ..هذا هو ملخص سيرتك ، كما ذكرت ..
- نملة بي تحتمي ، تحت نعلي ترتمي ..
أمِنت .. منذ سنين ..
لم أحرك قدمي !!
- لست عبداً لسوى ربي ..
وربي : حاكمي !!
- كي أسيغ الواقع المر ،
أحليه بشيء من عصير العلقم !!
- منذ أن فرّ زفيري ، معرباً عن ألمي ..
لم أذق طعم فمي !!
- أخذتني سِنة من يقظة .. في حلمي ..
أهدر الوالي دمي !!
- جالس في مأتمي ، أتمنى أن أعزيني ،
وأخشى أن يظنوا أنني لي أنتمي !!
- عربي أنا في الجوهر ..
لكنْ مظهري ، يحمل شكل الآدمي !!

*أريد أن أعرف أحمد مطر الإنسان ..
الفَرْدُ في بِلادِنا مُواطِنٌ .. أو سُلطان ..
لَيسَ لَدَيْنا إنسان !!



*ومن أين أنت ، سيدي ؟!
في بقعة منسية ، خلف بلاد الغال !!
قال لي الحمال:
من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال !!
أوشكت أن أكشف عن عروبتي ..
لكنني خجلت أن يقال ، بأنني من وطن تسومه البغال !!
قررت أن أحتال ، قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال !!
حدق بي منذهلا ، وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال ؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم من عرب الشمال ؟!

*وأين مسكنك ؟
وضعوني في إناء ، ثم قالوا لي تأقلم ..
وأنا لست بماء !!
أنا من طين السماء ، أنا من روح السماء ..
وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم !!
خيروني بين موت وبقاء ..
بين أن أرقص فوق الحبل ، أو أرقص تحت الحبل ..
فاخترت البقاء !!
قلت أعدم ، قلت أعدم ..
فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء ،
وأمدوني بصمت أبدي يتكلم !!

*وكم مضى من عمرك ؟!
لا أدري !!
هل أعرِف وَجْهي ؟!
لا أدري !!
كم أَصْبحَ عُمْري ؟!
لا أدري !!
عُمري لا يَدري كم عُمْري !!
كَيف سَيَدري؟!
مِن أوَّلِ ساعة ميلادي ، وأنا هِجْرِي !!


*وماذا تقول عن لافتاتك ؟!
سَبعونَ طَعنةً هُنا .. مَوصولةَ النَزْفِ ..
تُبدي .. ولا تُخْفي ..
تغتالُ خَوْفَ الموتِ في الخوفِ ..
سَمَّيْتها قصائدي
وَسَمِّها يا قارئي : حتفي !!


*أنت مقيم في المهجر.. أليس كذلك ؟
قَلَمي يَجْري ، وَدَمي يجري !!
وأنا ما بَيْنَهُما أجري ..
الجَرْيُ تَعَثَّرَ في إثْرِي !!
وأنا أجري ..
والصَّبْرُ تَصَبَّرَ لي حتّى لم يُطِقِ الصَّبْرُ على صَبْري !!
وأنا أجري ..
أجري ، أجري ، أجري ..
أوطاني شُغْلي .. والغُربةُ أجْري !!

*غريب أمرك أيها الشاعر، تشكو البعد والغربة ولا تعود إلى بلادك ؟!!
رَبِّ طالَتْ غُربَتي ، واستنْزَفَ اليأسُ عنادي ..
وفؤادي ، طَمَّ فيه الشَّوقُ حتى بَقِيَ الشّوقُ ولم يَبْقَ فؤادي !!
أنا حيٌّ مَيِّتٌ .. دونَ حَياة أو مَعادِ !!
وأنا خَيطٌ من المطّاطِ مَشدودٌ ، إلى فَرعٍ ثُنائيٍّ أحادي ..
كُلَّما ازدَدْتُ اقتراباً ، زادَ في القُربِ ابتعادي !!
أنا في عاصفةِ الغُربةِ نارٌ .. يَستوي فيها انحيازي وحيادي ..
فإذا سَلَّمتُ أمري أطفأتْني .. وإذا واجهتُها زادَ اتّقادي ..
ليسَ لي في المُنتهى إلاّ رَمادي !!
وطناً للّه يا مُحسِنُ ، حتّى لو بحُلْمٍ ..
أكثيرٌ هُوَ أن يَطمعَ مَيْتٌ ، في الرُّقاد ِ؟!


*أخبرني ، كيف تقسم يومك مع بداية كل نهار؟!
هكذا أقسِم يومي :
سِتُّ ساعاتٍ.. لِهَمِّي
سِتُّ ساعاتٍ.. لِغَمِّي
سِتُ ساعاتٍ.. لِضَيمي
سِتُّ ساعاتٍ .. لِهَمِّي وَلِغَمِّي وَلِضَيْمي !!
لَحْظَةُ واحِدَةٌ مِنْ يَومي التالي ..
لِكيْ أبدأَ في تَقسيمِ يَومي !!

*ومتى تستيقظ ؟؟
أيقظوني عندما يمتلك الشعب زمامه ..
عندما ينبسط العدل بلا حدٍ أمامه ..
عندما ينطق بالحق ولا يخشى الملامة ..
عندما لا يستحي من لبس ثوب الإستقامة ..
ويرى كل كنوز الأرض ، لا تعدل في الميزان مثقال كرامة ..
سوف تستيقظ .. لكنْ ، ما الذي يدعوك للنوم إلى يوم القيامة ؟!

*أسمع أن لك تجربه مع ( رقاص الساعه ) فصفها لنا ..
منذ سنين ، يترنح رقاص الساعة ..
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين ..
والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه !!
لو يدرك رقاص الساعة ، أن الباعة ، يعتقدون بأن الدمع رنين ،
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة .. لتوقف في أول ساعة !!
عن تطويل زمان البؤس .. وكشّف عن سكين ..
يا رقاص الساعة !!
دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة ،
وندجن عصر التدجين ، ونؤكد إفلاس الباعة ..
قف وتأمل وضعك ساعة ..
لا ترقص !!
قتلتك الطاعة ، قتلتك الطاعة ..

*أخبرتنا يومآ في لافته لك ، أن أباك بكى ، ولم تستطع تفسيرآ لبكائه إلا بعد حين ، فصف لنا ذلك ..
كنت طفلا ، عندما كان أبي يعمل جنديا ، بجيش العاطلين !!
لم يكن عندي خدين ، قيل لي :
إن ابن عمي في عداد الميتين ،
وأخي الأكبر في منفاه ، والثاني سجين ..
لكنِ الدمعة في عين أبي ، سر دفين ..
كان رغم الخفض ، مرفوع الجبين !!
غير أني فجأة ، شاهدته يبكي بكاء الثاكلين !!
قلت: ماذا يا أبي ؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي .. مات أمير المؤمنين !!
نازعتني حيرتي ، قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين ؟!
كيف يبكيه أبي الآن ،
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال ،
أشتهي لو أنني ، كنت أبي منذ سنين !!
كنت طفلاً ..
لم أكن أفهم ما معنى بكاء الفرِحِين !!

*ترتاد عيادة الطبيب مراراً .. فما هي علتك ؟!
جَسَّ الطبيبُ خافقي ، وقالَ لي :
هَلْ ها هُنا الأَلمْ ؟!
قلتُ له : نَعَمْ
فَشَقَّ بالمِشرَطِ جيبَ مِعْطفي ، وأخْرجَ القَلَمْ !!
هَزَّ الطبيبُ رأسَهُ .. وَمالَ وابتَسَمْ
وَقالَ لي : ليسَ سِوى قَلَمْ ..
فَقلتُ : لا يا سيّدي
هذا يَدٌ .. وَفَمْ
رَصاصةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمَةٌ سافِرَةٌ .. تَمشي بلا قَدَمْ !!

*أنت متهم بأن أحاسيسك مقتولة، وأمانيك مأسورة، أو بأنك بقايا من رماد وشظايا تعصْف الريح بها.. باختصار: أنت لا تعرف ما الحبُّ !! فماذا تقول ؟!
رحمةُ الله على قلبك يا أُنثى .. ولا أُبدي اعتذارا ..
أعرفُ الحبَّ.. ولكنْ لم أكن أملكُ في الأمر اختيارا ..
كان طُوفانُ الأسى يَهْدِرُ في صدري ، وكان الحبُّ نارا ، فتوارى !!
كان شمساً .. واختفى لما طوى اللّيلُ النهارا !!
كان عُصفوراً يُغنّي فوق أهدابي ، فَلَّما أقبل الصيَّاد طارا !!
آه لو لم يُطلق الحُكَّامُ ، في جلْدي كلاباً تَتَبارى ..
آه لو لم يملئوا مجرى دمي زيتاً ، وأنفاسي غُبارا ..
آه لو لم يزرعوا الدَّمعَ ، جَواسيسَ على عيني بعيني ..
ويُقيموا حاجزاً بيني وبيني ..
آه لو لم يُطْبِقوا حَوْلي الحصارا !!
ولو احْتَلتُ على النَفسِ فَجاريتُ الصَّغارا
وتناسيتُ الصِّغارا ..

*أجدك مهموماً حائراً ، ما الذي يجعلك شارد الذهن كهائم في صحراء التيه ؟!
أصابعي تفرُّ من أصابعي ..
وأدمُعي حجارةٌ تسدُّ مجرى أدمعي ..
وخلف سور أضلعي ..
مجمرةٌ تفور بالضرامْ ..
تحمل في ثانيةٍ كلامَ ألف عامْ ..
لكنّني بيني وبيني تائهٌ ..
فها أنا من فوق قبري واقفٌ ..
وها أنا في جوفه أنام ..
وأحرُفي مصلوبةٌ بين فمي ومسمعي ..
ما أصعبَ الكلامْ .. ما أصعبَ الكلامْ
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنامْ ..
يا ليتني مثلي أنا أقوى على القيامْ ..
حيران بين موقفي ومضجعي !!
يا ليتني .. كنتُ معي !!

"يتبع ...."

Unknown

Unknown -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته Dr/ Asmaa kamal صاحبة المدونة أتمنى ان المواضيع تفيدكم وتنول إعجابكم ولو حد عنده أي استفسار أو سؤال بس يتواصل معايا عن طريق جروب الفيس ومتنسوش تعملوا like و share و subscibe للقناة وأتمنالكم كل الخير والتوفيق