
لو سقط الثقب من الإبرة !!
لو هوت الحفرة في حفرة !!
لو سكِرت قنينة خمرة !!
لو مات الضِّحك من الحسرة !!
لو قص غيم أظافره ، لو أنجبت النسمة صخرة !!
فسأؤمن في صحة هذا ، وأُقِرّ وأبصِم بالعشرة !!
لكنْ .. لن أؤمن بالمرة ، أن بأوطاني أوطانا ..
وأن بحاكمها أملاً .. أن يصبح يوماً إنسانا ..
أو أن بها أدنى فرق ، ما بين الكلمة والعورة !!
أو أن الشعب بها حر ، أو أن الحريه حره !!
لو هوت الحفرة في حفرة !!
لو سكِرت قنينة خمرة !!
لو مات الضِّحك من الحسرة !!
لو قص غيم أظافره ، لو أنجبت النسمة صخرة !!
فسأؤمن في صحة هذا ، وأُقِرّ وأبصِم بالعشرة !!
لكنْ .. لن أؤمن بالمرة ، أن بأوطاني أوطانا ..
وأن بحاكمها أملاً .. أن يصبح يوماً إنسانا ..
أو أن بها أدنى فرق ، ما بين الكلمة والعورة !!
أو أن الشعب بها حر ، أو أن الحريه حره !!
*إذآ .. فلمن نشكو مآسينا ؟!
لمن نشكو مآسينا ؟!
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟!
أنشكو موتنا ذلآ لوالينا ؟!
وهل موت سيحيينا ؟!
قطيع نحن ، والجزار راعينا ..
ومنفيون ، نمشي في أراضينا ..
ونحمل نعشنا ، قسرا بأيدينا ..
ونعرب عن تعازينا ، لنا فينا ..
فوالينا ، أدام الله والينا !!
رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا ..
ولا أبقى لنا دينا ..
ولاة الأمر : ما خنتم ، ولا هنتم ، ولا أبديتم اللينا !!
جزاكم ربنا خيرا ، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا .. وحققتم أمانينا !!
وهذي القدس تشكركم ، ففي تنديدكم حينا ، وفي تهديدكم حينا !!
سحبتم أنف أمريكا ، فلم تنقل سفارتها ..
ولو نقلت - معاذ الله لو نقلت - لضيعنا فلسطينا !!
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ..
*ما هو وصفك لشعوب تتظلم للحاكم ، تشكو الجوع والفقر ؟!
الكبش تظلّم للراعي ..
ما دمت تفكر في بيعي .
فلماذا ترفض إشباعي ؟؟
قال له الراعي:
ما الداعي ؟!
كل رعاة بلادي مثلي ،
وأنا لا أشكو وأداعي ..
إحسب نفسك ، ضمن قطيع عربي ..
وأنا الإقطاعي !!
ما دمت تفكر في بيعي .
فلماذا ترفض إشباعي ؟؟
قال له الراعي:
ما الداعي ؟!
كل رعاة بلادي مثلي ،
وأنا لا أشكو وأداعي ..
إحسب نفسك ، ضمن قطيع عربي ..
وأنا الإقطاعي !!
*تتحدث عن السياسه كثيرآ .. فهل هناك من قال لك "لا تتدخل في السياسه" ؟!
وضعوا فوق فمي كلب حراسة ، وبنوا للكبرياء في دمي سوق نخاسة ..
وعلى صحوة عقلي ، أمروا التخدير أن يسكب كأسه ..
ثم لما صحت: "قد أغرقني فيض النجاسة" !!
قيل لي: "لا تتدخل في السياسة"
تدرج الدبابة الكسلى على رأسي إلى باب الرئاسة ..
وبتوقيعي بأوطان الجواري ، يعقد البائع والشاري مواثيق النخاسة !!
وعلى أوتار جوعي ، يعزف الشبعان ألحان الحماسة !!
بدمي ترسم لوحات شقائي ، فأنا الفن وأهل الفن ساسة !!
فلماذا أنا عبد ، والسياسيون أصحاب قداسة ؟!
قيل لي: "لا تتدخل في السياسة"
شيدوا المبنى ، وقالوا أبعدوا عنه أساسه ..
أيها السادة عفوا ، كيف لا يهتز جسم عندما يفقد رأسه ؟!
*سمعت أنك عوقبت ، بأدله موثقه .. فهل هذا صحيح ؟!
بتر الوالي لساني !! عندما غنيت شعري ..
دون أن أطلب ترخيصا بترديد الأغاني !!
بتر الوالي يدي !!
دون أن أطلب ترخيصا بترديد الأغاني !!
بتر الوالي يدي !!
لما رآني في كتاباتي أرسلت أغانيّ إلى كل مكان ..
وضع الوالي على رجلي قيدا !!
إذ رآني بين كل الناس أمشي ، دون كفي ولساني ..
صامتا أشكو هواني ..
أمر الوالي بإعدامي !!
وضع الوالي على رجلي قيدا !!
إذ رآني بين كل الناس أمشي ، دون كفي ولساني ..
صامتا أشكو هواني ..
أمر الوالي بإعدامي !!
عندما لم أصفق .. عندا مرّ، ولم أهتف .. ولم أبرح مكاني ..
*سمعت تهمتك ، وتنكرت لها !!!
- ما تهمتي ؟
- تهمتك العروبة !!
- قلت لكم ما تهمتي ؟
- قلنا لك العروبة !!
- يا ناس قولوا غيرها
أسألكم عن تهمتي ..
ليس عن العقوبة !!
*إذآ .. فمن الذي يملك حريه الكتابه ؟!
أربعة أو خمسة ، يأتون في دبابة !!
فيملكون وحدهم ، حرية الكتابة !!
والحق في الرقابة ، والمنع والإجابة ،
والأمن والمهابة ، والمال والآمال ،
والتصويب والإصابة ،
وكل من دب ، ولم يلق لهم أسلابه ..
تسحقه الدبابة !!
*هل ترى أن هناك عقاب أقسى من الإعدام ؟!
الإعدام أخف عقاب ، يتلقاه الفرد العربي !!
- أهناك أقسى من هذا ؟!
- طبعاً ..
فالأقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي !!
*فصف لنا المخبر ، ورؤيتك له ؟!
عندي كلام رائع لا أستطيع قوله ، أخاف أن يزداد طيني بلة ..
لأن أبجديتي ، في رأي حامي عزتي ، لا تحتوي غير حروف العلة ..
فحيث سرت مخبر يلقي علي ظله ، يلصق بي كالنملة !!
يبحث في حقيبتي ، يسبح في محبرتي ..
يطلع لي في الحلم كل ليلة ..
حتى إذا قبلت يوما طفلتي ..
أشعر أن الدولة ، قد وضعت لي مخبرا في القبلة !!
يقيس حجم قبلتي ، يطبع بصمة لها عن شفتي ..
يرصد وعي الغفلة !!
حتى إذا ما قلت يوما جملة ، يعلن عن إدانتي ، ويطرح الأدلة ..
لا تسخروا مني ، فحتى القبلة ،
تعد في أوطاننا حادثة تمس أمن الدولة !
لأن أبجديتي ، في رأي حامي عزتي ، لا تحتوي غير حروف العلة ..
فحيث سرت مخبر يلقي علي ظله ، يلصق بي كالنملة !!
يبحث في حقيبتي ، يسبح في محبرتي ..
يطلع لي في الحلم كل ليلة ..
حتى إذا قبلت يوما طفلتي ..
أشعر أن الدولة ، قد وضعت لي مخبرا في القبلة !!
يقيس حجم قبلتي ، يطبع بصمة لها عن شفتي ..
يرصد وعي الغفلة !!
حتى إذا ما قلت يوما جملة ، يعلن عن إدانتي ، ويطرح الأدلة ..
لا تسخروا مني ، فحتى القبلة ،
تعد في أوطاننا حادثة تمس أمن الدولة !
*وكيف تصف زنزانتك ؟!
صدري أنا زنزانة ، قضبانها ضلوعي !!
يدهمها المخبر بالهلوع ..
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء ،
ونسبة الحمرة في دمائي !!
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع ،
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع !!
شكرا طويل العمر ، إذ أطلت عمر جوعي ..
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء ..
لانتشل المخبر شيئآ من دمي .. ثم ادعى بأنني شيوعي ..
*وهل تتذكر من جاء لزيارتك ؟!
شيطان شعري زارني ، فجن إذ رآني !!
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان ،
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ..
وأنصح الكتمان بالكتمان ..
قلت له: "كفاك يا شيطاني ، فإن ما لقيته كفاني"
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان ..
فأطرق الشيطان ، ثم اندفت في صدره حرارة الإيمان !!
وقبل أن يوحي لي قصيدتي .. خط على قريحتي
"أعوذ بالله من السلطان"
*أينما كان الحديث مع شاعر اقترن بالحرية فحدثنا عنها يا مطر ..
لا تطْلُبي حُريَّةً أَيّتُها الرعيَّةْ !!
لا تَطلبي حُريةً .. بَلْ مارسي الحُريَّةْ !!
إن رَضيَ الرّاعي .. فألْفُ مَرْحَبا ..
وإنْ أبى .. فحاولي إقناعهُ باللطُّف والرَّوِيَّة ..
قولي له أن يَشربَ البَحرَ ، وأن يبلعَ نِصْفَ الكُرةِ الأَرضيةْ !!
ما كانتِ الحُريّةُ اختراعَهُ ، أو إرْثَ مَنْ خَلَّفَهُ ،
لكي يَضُمَّها إلى أملاكه الشَّخصية !!
إنْ شاءَ أن يمنعها عنكِ .. زَواها جانباً
أو شاءَ أن يمنحها .. قَدَّمها هَديَّةْ !!
قُولي لَهُ : إنِّي وُلدتُ حُرَّةً
قولي له : إني أنا الحُريّة !!
إن لم يُصدِّقك فَهاتي شاهداً ..
ويَنبغي في هذه القَضيَّةْ ، أن تَجعلي الشاهدَ .. بُندقيَّةْ !!
*سمعت أنك رويت قصه عنوانها " الثور والحضيره " فهل تحكيها لنا ؟!
الثور فر ، من حضيرة البقر ..
الثور فر ، فثارت العجول في الحضيرة ..
تبكي فرار قائد المسيرة ..
وشكلت على الأثر ، محكمة ومؤتمر ..
فقائل قال: قضاء وقدر ..
وقائل: لقد كفر !!
وقائل: إلى سقر !!
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ، لعله يعود للحضيرة ..
وفي ختام المؤتمر، تقاسموا مربطه ، وقسموا شعيره ..
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة !!
لم يرجع الثور، ولكن ذهبت وراءه الحضيرة !!
*قبل أن نختم ، كيف تصف واقعنا العربي مع "إسرائيل" ؟!
النَّملَةُ قالتْ للفيلْ :
قُمْ دَلّكْني ..
ومُقابل ذلكَ .. ضَحِّكني !!
وإذا لم أضحكْ عوِّضني ،
بالتّقبيل وبالتمويلْ !!
وإذا لم أقنَعْ .. قدّمْ لي ،
كُلّ صباح ألفَ قتيلْ !!
ضَحك الفيلُ ..
فشاطتْ غضبا ً:
تسخر مني يا برميلْ ؟!
ما المُضحك فيما قد قيلْ ؟!
غيري أصغرُ ..
لكنْ طلبتْ أكثر مني !!
غَيركَ أكبرُ ..
لكنْ لبّى وَهْوَ ذليلْ !!
أيّ دليلْ؟
أكبَرُ منكَ بلادُ العُرْبِ ،
وأصغرُ منِّي إسرائيل !!
" انتهى "