كيف تؤثر في الآخرين (2)

*ذكرنا في الجزء الأول من حديثنا عن كيفية التأثير في الآخرين عدة أمور مهمة قد يكون البعض غافلآ عنها ، سنستكمل في هذا الجزء باقي النقط التي ستساعدنا في فهم الآخر والتأثير عليه ..

20- اجعل تأثير الآخرين عليك سابقآ على تأثيرك عليهم :

إن تأثيرنا على الآخرين يوازي شعورهم بتأثيرهم علينا .. إن اهتمامك بمشكلات الآخر الخاصة تجعله يعلم بتأثرك بشؤونه ، وعندها سيفتح لك قلبه بشكل مدهش ..

21- تقبل الشخص كما هو :

إن أول خطوة في تغيير الآخر ، أن تتقبله كما هو .. فإذا لم تتقبله فإنه سيتخذ موقفآ دفاعيآ ويتوقف استماعه لك .. ولا يعني التقبل أنك تقبل بالعيب الذي لديه ، ولكنه يعني إدراك قيمته الأصليه كبشر يمكن أن يخطأ ..

22- كن مستعدآ في قلبك وعقلك قبل أن تكون مستعدآ بلسانك :

إن طريقه قولنا للأشياء قد تكون أهم مما نقوله ، فقبل أن يعود أطفالك من المدرسه وكل منهم سيعرض حاجاته فكر واضبط نفسك ، قرر أن تكون لطيفآ مرحآ ، وقرر أن تستمع إليهم بكل اهتمام .. وهكذا قبل أن تلقي زوجتك ( أو زوجك ) أو صديقك .. راجع قدراتك على أن تدخل على الآخر السرور ، مثل هذا القرار سيمكنك من التغلب على عنائك ويستثير قدراتك ..

23- تجنب مواقف الهجوم أو الدفاع :

في حالات الخوف تجنب ما يفعله كثير من الناس حينما يحيلون الخلاف إلى عنف ، سواء أكان العنف بالغضب الظاهر أو بالكلام الساخر أو بالعبارات الجارحه أو بالانتقاد .. تجنب كذلك الدفاع سواء أكان بصوره الانسحاب أو الحسرة .. والدليل لتجنب كل ذلك هو الحديث الهادف لإنهاء الخلاف ..

24- اختر الوقت الصحيح للتعليم :

ليس كل وقت مناسبآ للتعليم ، فالناس مستعدون للتعليم حينما لا يشعرون أن هناك ما يهددهم ، وحينما لا تكون أنت غاضبآ أو في حالة إحباط  ، وإنما تظهر احترامآ وتعاطفآ وتكون أنت في أمان في داخل نفسك .. ولا يناسب التعليم كذلك حينما يحتاج الآخر إلى مساعدة .. تذكر من جهه أخرى أننا نقوم بالتعليم غير المباشر كل الوقت ، لأننا نشع باستمرار ما يدل على حقيقتنا ..

25- اتفق مع الآخر على الحدود والقواعد والتوقعات والنتائج :

إن شعورنا بالأمان يرجع إلى حد بعيد إلى شعورنا بالإنصاف والعدل .. وبالعكس فإن الحياه يفقد فيها الأمان حينما تكون القواعد والتوقعات مفاجئه مزاجية ..

26- لا تستسلم ولا تيأس :

ليس من الرفق بالناس أن نحميهم من نتائج أعمالهم ، فمثل هذه الحماية تعلم الناس أن يسمحوا لأنفسهم أن تكون رغباتهم هي النظام السائد .. ومن جهه أخرى فحينما نتغافل عن محاولات الناس للنجاح أو تصليح الأمور ، فنحن نثبط محاولاتهم ..

27- كن حاضرآ عند مفترقات الطرق :

قد يتخذ من نحبهم ويهمنا أمرهم قرارات لها آثار بعيده المدى على أساس رؤى انفعالية آنية ، فكيف نحميهم ؟ إن أول ما علينا فعله أن نفكر قبل أن نبدي رد فعلنا ، فلا ننساق وراء الانفعال نحن كذلك ، وإلا أضررنا بما لنا تأثير عليهم .. وعلينا ثانيآ أن نعرف أن المشاعر تحرك دوافع الناس أكثر من التفكير ، فعلينا أن نتعلم اللغة التي تؤثر فيهم ، فلا ندينهم ولا ننبذهم ..

28- استخدم كلآ من لغتي المنطق والمشاعر :

إن هاتين اللغتين تختلف عن الأخرى كما تختلف اللغه العربية عن الصينية ، حينما لا يحدث التواصل الجيد بينك وبين الآخر، فامنحه الوقت الكافي وأصغ إليه بإخلاص ، وعبر عن مشاعرك بصدق ..

29- فوض الآخر بالعمل بثقه :

إن تفويضنا الآخر بالعمل ومنحه الثقة ليتصرف ، يجعله يعمل بإتقان لكي لا يخذل ثقتنا فيه ، ومن قبلنا يدل على الشجاعة ، لأنه قد يحدث أخطاء أثناء العمل وسنتحمل بعض الخطأ .. وإذا أحسن فسيأخذ من سمعتنا وربما ما لنا .. ويجب أن يكون التفويض بالتجاهين ، أنت تعطيه المسؤولية وهو يتحمل المسؤولية ..

30- أدخل الناس في مشاريع ذات قيمه :

إن مشاركة الإنسان في مواضيع ذات قيمة له أثر حميد على نفسيته .. ولكن المشروع الذي له قيمة عند الرئيس قد لا يكون له قيمة عند المرؤوس .. إذآ فالمشروع الذي نقصده بأن لا قيمة هو ذاك الذي يشارك في الفرد بالتخطيط والتفكير ويشعر أن له دورآ مهمآ في عمل ما .. إن كلآ منا يحتاج أن يشارك في رسالة لحياته ، وإلا فقدت الحياة معناها ..

31- دربهم على قانون الحصاد :

لنعلم من حولنا قانون إعداد الأرض ونثر البذور والعناية بالنيات وسقايته وإزالة الأعشاب الضارة والحصاد .. فهذه الطريقة الطبيعية تعلمنا أننا نحصد ما زرعناه ..

32- دع النتائج الطبيعية تعلم من حولك السلوك المسؤول :

إن من أنفع ما نقوم به أن نترك النتائج الطبيعية لسلوك الناس تعلمهم السلوك المسؤول ، قد لا يحبون أن يواجهوا هذا ، وقد لا يحبوننا حينما نتركهم لنتائج عملهم .. ولكن كسب الشعبية أمر زائل لا يعتمد عليه ، فليكن العدل هو مطلبنا .. وحينما نترك العدل يأخذ مجراه فإننا نكون قد منحنا الآخرين حبآ أكثر من عرقلة العدل ..

*هناك ثلاثة أخطاء شائعة في مجال التأثير على الآخرين :

1- أن ننصح قبل أن نفهم :

قبل أن تؤثر في فلابد أن تفهمني ، إن لي وضعي الخاص ومشاعري الفريدة .. فقبل أن تحاول التأثير على شخص يجب أن تتأثر أنت بوضعه أولآ ، وإلا فلن تستطيع فهمه ..

2- محاولة إصلاح العلاقة من دون إصلاح الموقف أو السلوك :

لقد كان (إيمرسون) حكيمآ حينما قال : (إن ما أنت عليه يصيح في أذني بصوت يمنعني من أن أسمع ما تقول ) ..

3-افتراض أن القدوة الطيبة والعلاقة أمر كاف :

حينما نخطئ هذا الخطأ نغفل أهمية التعليم الواضح ، والحل أن نتحدث كثيرآ عن الرؤية والمهمة والأدوار والغايات والمقاييس .. لنعطي للآخر مساحة للتفكير في كل جانب من الجوانب التي قد تكون مهملة ..

*ونهاية المطاف هنا أن حقيقتنا هي ما يحقق التواصل بشكل أكثر فعالية وأكثر إقناعآ مما نقول ..