ما خطته أناملي لتذكرني بعهدي ..

أصبحت الآن أرى الأشياء بوضوح ..
لم أعد تلك الفتاه الصغيرة التي وارتها تلك الغيوم ,,
وأسدلت عليها من ستائر الليل حتى تلثمت بدجاه ..

يالها من أيام !! ويالها من طفوله انقضى عهدها واختفت باختفاء الشمس وقت غروبها ..
ما زلت أتذكره في طريقي ، حين أخذني جماله ,,
وبهرتني تلك الأشعه التي لا تجد كلآ فى انسيالها وتدفقها في صفحه السماء ,,
فما زلت أقف!! إلى أن تبدأ بانفصالها عن تلك السطور التي خطتها ,,
وكأنها تودعها وداعآ لطيفآ بابتسامه متلونه بألوان العشق والغرام ,,
على أمل أن يلتقيا ويتجدد عهدهما عن قريب ..

ومضيت في طريقي !!
أرى تلك المياه الصافيه ، التي لا غبار عليها إن ثارت ,,
فقبلت في طريقها هذه الصخور المتبعثرة هنا وهناك ..
فأصبح هيجانها كشقاوة طفله تنطلق راكضه ,,
يرى الناظر في ضفائرها براءه يحسدها عليها ..


وأنا ما زلت أقف !! وأعاود السير ..
فتستوقفني زهرة لا يوجد شئ على وجه الأرض يباريها جمالآ وحسنآ ,,
تتمايل بمرور النسمات وهي تحييها تحيه الصباح ,,
وتتعطر من عطرها الخلاب لتعاود المجئ مرة أخرى ..
وإذا بقطرات من الندى قد غلفت وريقاتها ,,
رأيتها كعبرات جادت بها نفس علها ترى مخرجآ من ضيقها وتألمها ,,
فما ان انسكبت عليها وتلألأت بجمالها ,,
حتى توقفت عيونها عن انبعاث المزيد ,,
وجفت صفحه الخد التي كانت تبلله بهطولها ..


وقفت هنيهه ثم انصرفت !!
تراني أتلثم بالظلام مجددآ ..
خبأني في جنبات لونه الأسود الذي لا زال متفردآ ..
إلى ان تخللت به أشعه كالخيوط المتلألأه ,, فشاركته المسير ..
أنظر فوقي لأرى مصدرها ،فإذا بالقمر وقد غطى جماله سائر جنبات الأرض ,,
فلا أحد يستطيع أن يبلغ من ضوئه وسطوعه سوى خالقه ..

وبينما أنظر !! رأيت نجومآ تلفه من حوله كأنها تريد حمايته ,,
وإذ بها قد ملأت أرجاء السماء ,,
وقد تسلل بجانبها هذه السحابه البيضاء ,,
وكأنها تريد الظهور والانفراد ،وما زالت تبرز حتى تداخل بياضها تلألأ تلك النجمه ,,
فتراها أتمت عهدها وألقت عليها السلام ، لتتابع سيرها بهدوء ..

ما زلت أنظر بترقب !! ماذا سيحدث بعد؟؟؟؟
وقد خبأ لي القدر أن أغفو قليلآ ,,
لأحرم من هذا الجمال ، كأنه عقاب الناظرين ..

وقد صحوت فإذا بي أريد الرجوع بالأمس ,,
أريد أن أتذكره وأحيا به ..
وما زلت أفعل حتى طلبت من نفسي أن تهدأ وتتنهد قليلآ ,,
فإذا به يوم آخر جديد .....

وأنا أصبحت أرى الأشياء بوضوح ......

انتهت ....
بقلمي
   كتبت بواسطه فراشه 19 مارس، 2010‏، الساعة 08:15 صباحاً‏