أدبتني بلواه !!

شاهدته يبكي مرارآ على فقيده .. يروي محاسنه وما كان فيه فجيعآ

يلوح بعصاه كأنه رآى جانآ .. ثم يجثو على ركبتيه حينآ

البقاء لله - كلمات اخترقت مسامعه .. لا إله إلا ربي هو وحده بي كفيلآ

رثيت لحاله ، كيف لي بتخفيف آلامه ؟! .. كيف لي أن أزيح عن كاهليه جرحآ جثيمآ

بادرته قائلة : هذا ابتلاء فكن أهلآ له .. واصبر فإن الله خير مجزي الصابرين

نظر إلي وقد تخللت بين وجنتيه ابتسامة .. لم أدر كيف نفذت وسط ميادين التجهم والأنينا

قائلآ : يا بنيتي لست معترضآ قضاء ربي .. وقد قطعت عهدآ لإيماني أن يستقر حصنآ منيعآ

فأبصري ما نزلت عليه من حكمة .. إني سأقول قولآ سديدآ
أهداني ربي من فيض عطائه هدية .. شكرت له وكنت عند حسن ظنه بي رجلآ أمينآ
حتى كان وقت استرداد ملكه .. فكيف لي متعنتآ لذي فضل على العالمين جميعآ

فخير ما أهدى وجاء به .. وخير ما سلب بحق عطفه وحنانه خيرآ كثيرآ
فما بقلبي هو صابر شاكر له .. وما بعيني فهذا ما لا أجد له سبيلآ

ليجزني ربي عطاء من نعيمه .. إني جثوت على ركبتي ذليلآ
ولتعلمي أن حمدي له على بلواي .. ليس كشكري إياه إذ واهبي نعمة الشاكرين

انتهى ..
"بقلمي"